نور الجنان
2-Way Background Images Slides Happy Codings :-) JavaScript Code Examples
Happy Codings :-) JavaScript Code Examples
by
JavaScript Code Examples
lundi 20 février 2017
تفسير القرآن الكريم المرئي
تفسير القرآن الكريم المرئي - سورة المطففين 83 - الدرس ( 5 ) : تفسير الآيات 18 – 28 ، الوصف الدقيق لأهل الإيمان في الجنة . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2016-07-04 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات . وصف حال أهل الإيمان يوم القيامة : أيها الأخوة الكرام ؛ لا زلنا في تفسير الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، ومع سورة المطففين ، ومع قوله تعالى : ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُون﴾ [سورة المطففين:18-28] أخواننا الكرام ؛ هذا وصف دقيق لحال أهل الإيمان : ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ﴾ [سورة المطففين:18] الكتاب سجل أعمالهم ، أحياناً في الجامعات يضعون أسماء المتفوقين في مكان عال ، هؤلاء الذين تفوقوا ، هؤلاء الذين نجحوا ، هؤلاء الذين نالوا أعلى الدرجات : ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ﴾ [سورة المطففين:18-19] كلمة وما أدراك تأتي في القرآن كثيراً ، يوجد وما أدراك وما يدريك ، الفرق بينهما دقيق ، وما أدراك أنت يا محمد أي لا تعلم هذا ، أما وإن الله قد أعلمك فأنت في الأصل لا تعلم ولكن الله أعلمك ، أما معنى قوله تعالى : وما يدريك ، هذا الشيء استأثره الله بعلمه لا تعلمه أنت ولا غيرك : ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ﴾ [سورة المطففين:18-20] معنى مرقوم إما أن تكون من الرُّقم أو من الرقم ، الرقم العدد ، والرقم الصورة ، لذلك هناك كتب أو هناك دفاتر تجارية مرقمة ومختومة من قبل وزارة المالية ، لا يستطيع التاجر أن يحذف ورقة ، ولا أن يلغي ورقة ، مرقوم ، أعمالك كلها مسجلة ، كتاب مرقوم مرقَّم ، الصفحات مرقمة لا تستطيع أن تنتزع منها صفحة . وهناك معنى آخر ؛ كتاب مرقوم من الرقم الصورة ، أي مخالفتك مصورة ،أحياناً تطورت الأجهزة الفاحصة للمخلفات ، يقدم للسائق صورة سيارته وهي تخالف ، لما قدمت له الصورة انتهى الأمر ، لذلك لا يستطيع أن يقول : لم أكن في هذا الطريق ، فكتاب الأبرار لفي عليين أي في مكان بارز ، مكان عال ، مكان مشهود ، مكان مقروء ، دائماً في الجامعات توضع أسماء المتفوقين في مدخل الجامعة ، ونحن مرة في سوريا توضع أسماء وصور الطلاب المتفوقين في أماكن من المدنية عديدة جداً ، هذا الطالب نال الدرجة الأولى ، مجموعه كذا في الشهادة الثانوية : ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ﴾ [سورة المطففين:18] الأبرار جمع بر ، الإنسان المتفوق الصالح المستقيم المحسن : ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴾ [سورة المطففين:18-19] ما أدراك أنت يا محمد ، لم تكن تعرف أما وقد عرفناك : ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ﴾ [سورة المطففين:19-20] صفحاته مرقمة ، لا يستطيع الإنسان أن يلغي صفحةً ، وصفحاته مرقومة من الرقم وهي الصورة أي المخالفة مصورة ، والعمل الصالح مصور ، مرقوم ، فالإنسان يوم القيامة يرى يوم أحسن ليتيم ، يوم تولى رعاية أرملة ، يوم أنفق من ماله ، أنفق من وقته ، دعا إلى الله ، صبر على بلواه ، كل هذه الأعمال المشرفة يراها مدرجةً في كتاب ، أو يراها مصورة ، هذا مما يزيد فرحه وثقته بالله عز وجل . عطاء الله عز وجل يجمع بين الدنيا والآخرة : ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [سورة المطففين:18-21] أخواننا الكرام ؛ من هم المقربون ؟ قال : الملائكة ، وقال : المؤمنون ، لذلك : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [سورة المطففين:22] ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [سورة الرحمن :46] وفي الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، هذا بر له جنة ، في الدنيا جنة وفي الآخرة جنة ، وفي بعض الأدعية النبوية :" اللهم اجعل نعم الدنيا متصلة بنعم الآخرة" في الدنيا في نعمة ، توفاه الله عز وجل وبعد الوفاة في نعمة ، لذلك عطاء الله عز وجل يجمع بين الدنيا والآخرة ، اجعل نعم الدنيا متصلة بنعم الآخرة : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [سورة المطففين :22] هذا النعيم لو أن الله عز وجل وصف النعيم للتقريب لو أن طفلاً عقب أحد الأعياد قال لقريب له : معي مبلغ عظيم كم تقدره ؟ أما إذا قال مسؤول كبير في دولة عظمى : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً ، أعتقد أنه مئتا مليار ، فإذا قال خالق السموات والأرض ، خالق الأكوان : ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ [ سورة النساء : 113 ] كم هذا الفضل ؟ الإقبال على الله يورث الإنسان نضارة و تألقاً و سروراً : لذلك أخواننا الكرام ؛ ﴿ إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إليّ صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّ ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ،إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعائب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو وانا أرأف بعبدي من الأم بولدها ﴾ [ رواه البيهقي والحاكم عن معاذ ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ] إذاً المؤمن ينتظره عطاء كبير : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ [ سورة المطففين : 22-24] الإنسان إذا أقبل على الله هذا الإقبال يورثه نضارة ، تألقاً ، سروراً ، إشراقاً ، هذه نظرة النعيم . ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴾ [ سورة المطففين : 25] شراب راق جداً : ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ [ سورة المطففين : 26] أي عقب الشراب يوجد رائحة طيبة . الفرق بين النجاح و الفلاح : ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [ سورة المطففين : 26] ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ [ سورة الصافات :61] هنا التنافس ، هنا التفوق : لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله علماً ، لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله قرباً : ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [ سورة المطففين : 26] التنافس على الدنيا ، الدنيا تنتهي بالموت ، والموت ينهي كل شيء ، ينهي قوة القوي وضعف الضعيف ، ينهي غنى الغني وفقر الفقير ، ينهي وسامة الوسيم ودمامة الدميم، ينهي العزير وينهي الذليل ، الموت ينهي كل شيء ، فمن كان همه الدنيا جعل الله فقره بين عينه ، أما من كان همه الآخرة فجعل الله غناه في قلبه ، يشعر بالغنى ، يشعر بالعمل الصحيح، قال : ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [ سورة المطففين : 26] ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ [ سورة الصافات :61] هنا التنافس ، هنا التفوق ، هنا الفوز ، هنا النجاح ، لذلك أحياناً الإنسان ينجح في جمع المال ، لا يسمى هذا فلاحاً يسمى نجاحاً ، ينجح في تسلم منصب رفيع ، لا يسمى هذا فلاحاً يسمى نجاحاً ، لكن الفلاح أن تحقق الهدف الذي خلقت من أجله : ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [ سورة آل عمران : 104] أنواع التكذيب : أنت مخلوق للجنة ، مخلوق لجنة عرضها السموات والأرض ، فإذا كنت على طرق الجنة فأنت فالح ، أما الإنسان مخلوق للجنة ويسعى للدنيا ، فسعيه للدنيا دليل تكذيب عملي للجنة . أخواننا الكرام ؛ هناك تكذيب اعتقادي ، الذي يكذب بالآخرة اعتقاداً فهو كافر ، و هناك تكذيب قولي ، و هناك تكذيب عملي ، أنت عندما زرت طبيباً مثلاً ولست قانعاً بعلمه ، وصف لك وصفة ، وأعطيته المبلغ وصافحته وشكرته ، لكن عدم شرائك للوصفة دليل أنك تكذب علمه ، أخطر تكذيب هو التكذيب العملي لا التكذيب القولي ، يوجد تكذيب اعتقادي وتكذيب قولي و تكذيب عملي ، فالذي يعمل للدنيا لا للآخرة هذا يكذب بالآخرة تكذيباً عملياً . أخواننا الكرام ؛ موضوع التكذيب شيء خطير جداً ، نحن نتصور أن الذي يقول : لا يوجد آخرة كافر ، صح ، لكن لا تجد في العالم الإسلامي من يكذب بالآخرة تكذيباً لفظياً ، كله صامت ، الذي يعمل للدنيا فقط ، الذي لا يدخل الله في حساباته ، بل لا يدخل الموت في حساباته ، هذا مكذب لكن تكذيبه خطير هو التكذيب العملي ، لذلك هؤلاء يسقون من رحيق مختوم - المؤمنون - شراب راق جداً بعد أن تنتهي من شربه هناك رائحة طيبة قال : ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [ سورة المطففين : 26] هنا التفوق ، هنا النجاح ، هنا الفلاح ، هنا الفوز ، هنا الرقي ، من هنا وجب أن نعلم علم اليقين ما لم تتحرك من أجل الآخرة ، ما لم تدخل الجنة في حساباتك ، ما لم تدخل طاعة الله في حساباتك ، فهذ النوع من التكذيب العملي ، ولا تجد في العالم الإسلامي من يكذب بلسانه مسلمات الدين ، هذه المسلمات ينبغي أن تعلم بالضرورة : ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [ سورة المطففين : 26] اختلاف صفات الدنيا عن صفات الآخرة : ثم قال تعالى : ﴿وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴾ [ سورة المطففين : 27] ومزاج هذا الشراب من تسنيم ، ما التسنيم ؟ قال : ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُون﴾ [سورة المطففين :28] أي شراب صاف ، وهذه صفات الآخرة ، بعيدة عن صفات الدنيا كثيراً ، وما ذكرت ألفاظها قريبة من صفات الدنيا إلا تقريب للأذهان : (( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ )) [ متفق عليه عن أبي هريرة ] المرئيات محدودة ، كل واحد منا زار بحياته عدة مدن في العالم ، مرئياته محدودة، ولا أذن سمعت أي سمع بمئات المدن ، هذه المدن سمعت بها لكن لم تصل إليها ، أما الخواطر فليس لها حدود : (( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ )) [ متفق عليه عن أبي هريرة ] هذه الآخرة تنسى ؟ ألا يعمل لها ؟ هذا الإله العظيم ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟ تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقال شنيع لو كان حبك صادقاً لأطعتــــه إن المحب لمن يحب يطيــــع ***
قضية الدين قضية مصيرية : أخواننا الكرام ؛ قضية الدين قضية مصيرية ، هناك قضية جزئية تنتهي بانتهائها، لكن يوجد قضية مصيرية أي علاقتك بالدين علاقة مصير ، علاقة سعادة أو شقاء ، علاقة توفيق أو تعسير ، علاقة رقي أو سقوط ، من هنا كان الدين حاجة أساسية في الإسلام ، لذلك حتى في البلاد التي لا تؤمن بالأديان السماوية آمنت بدين من وضع البشر ، الإنسان بحاجة إلى مرجع ، بحاجة إلى قوة يحتمي بها ، بحاجة إلى قوة يرجو رضاها ، هذا من فطرة الإنسان : ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [ سورة الروم : 30] فأقم وجهك أن تقيم وجهك للدين حنيفاً هذا ما فطرت عليه ، لذلك يقال : الإسلام دين الفطرة ، أي كل أمر بالإسلام أمرك الله به حببه إليك بفطرتك ، وكل أمر نهاك عنه كرهه إليك بفطرتك : ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [ سورة الروم : 30] العاقل من عرف سرّ وجوده وغاية وجوده : لذلك أخواننا الكرام ؛ ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [ سورة المطففين : 26] هنا التنافس ، هنا التفوق ، هنا النجاح ، لذلك حينما تحقق الهدف من وجودك أي الهدف الذي رسمه الله لك فأنت فالح ، أما حينما تحقق نجاحاً محدوداً فأنت ناجح ، لكن ما كل نجاح هو فلاح ، لذلك قالوا : ما كل ذكي بعاقل ، الذكاء متعلق بالجزئيات ، قد تنال دكتوراه في الفيزياء النووية ولا تعد عند الله عاقلاً ، تعد ذكياً ولست عاقلاً ، العاقل من عرف سرّ وجوده ، وغاية وجوده ، وتحرك وفق منهج الله ، هذا هو العاقل . أرجو الله سبحانه و تعالى أن ينفعنا بما علمنا ، وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . والحمد لله رب العالمين
تفسير القرآن الكريم المرئي - سورة الانفطار
082 - الدرس ( 5 ) : تفسير الآيات 13 - 19 ، حال الأبرار والفجار في الدنيا والآخرة ، العمل الصالح والاستقامة طريقا النجاة يوم القيامة . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2016-06-29 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات . طاعة الله عز وجل هي التوفيق والنجاح والفلاح : أيها الاخوة الكرام ؛ لا زلنا في تفسير الجزء الثلاثين ، ونحن في سورة الانفطار ، وفي الدرس الأخير منها ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم﴾ [ سورة الانفطار :13] والعلماء قالوا : المطلق في القرآن يبقى على إطلاقه أي هناك نعيم في الدنيا : ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [ سورة الرحمن : 46] جنة في الدنيا وجنة في الآخرة يؤكد هذا المعنى قوله تعالى: ﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [ سورة محمد:6] يوم القيامة عرفها لهم ، في الدنيا ذاقوا طعمها ، إنها جنة القرب ، جنة الدنيا ، جنة القرب من الله ، وفي بعض شروح نصوص رسول الله : " أبو بكر في الجنة " قد نفههما بشارة له في الجنة ، وقد نفهمها فهماً آخر هو الآن في جنة ، إن عرفت الله عرفت كل شيء ، إن فاتتك معرفة الله فاتك كل شيء ، يا بن آدم اطلبني تجدني ، إن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء . إذاً الأبرار في نعيم ، أي في نفس المؤمن والله من السعادة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم ، في نفس المؤمن من الأمن ما لو وزع على أهل بلد لكفاهم : ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾ [ سورة الأنعام: 81-82 ] لهم الأمن ، ما قال : الأمن لهم ، لهم الأمن وحدهم ، أي لا يتمتع بنعمة الأمن إلا المؤمن ، لكن ما هو الأمن ؟ يا ترى هل الأمن عدم وقوع مصيبة ؟ لا ، هذه سلامة ، عاش إنسان سنة بكاملها لم يصبه شيء ، لم يصاب بأي مرض ، نقول : هذا الله أكرمه بالسلامة من الأمراض ، أما الأمن فوضع أرقى من ذلك ، عدم توقع المصيبة ، وقيل : توقع المصيبة مصيبة أكبر منها ، فالمؤمن فضلاً عن أنه في سلام مع الله يوجد حالة أمن ، لا يتوقع الشر إطلاقاً ، دليل ثان : ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾ [ سورة التوبة: 51 ] لنا لا علينا ، أنا أقول للأخ الكريم المؤمن إلا كل خير ، حينما اصطلحت مع الله ، وتعرفت إليه ، وآمنت بآياته الكونية والتكوينية والقرآنية ، واستقمت على أمره ، وأقبلت عليه ، لن يصيبك إلا الخير ، ومستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح ، ومستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر . إذاً طاعة الله عز وجل هي التوفيق ، هي النجاح ، هي الفلاح ، هي التفوق . ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [ سورة الأحزاب:71] عفواً لو أن طفلاً قال لأحد أقربائه : معي مبلغ عظيم ، كم تقدر هذا المبلغ ؟ بمئة دينار مثلاً ، لو قال مسؤول كبير في البنتاغون : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً خمسمئة مليار ، فإذا قال خالق السموات والأرض ، قيوم السموات والأرض ، الإله العظيم : ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [سورة النساء:113] كلمة عظيم من طفل تعني شيئاً و من مسؤول تعني شيئاً ومن خالق السكوات والأرض تعني شيئاً . الفائز هو من يتحرك وفق منهج الله عز وجل : أنت لمجرد أن تطلب العلم فزت فوزاً عظيماً ، عرفت من أنت ، عرفت سرّ وجودك، غاية وجودك ، فهمت حقيقة الحياة الدنيا ، تفهم حقيقة الزواج ، حقيقة الزوجة ، حقيقة الأولاد ، هؤلاء زادك إلى الله ، أي إن لم تختلف مقاييسك مئة وثمانين درجة عما كنت قبل الإيمان الإيمان أثره ضعيف جداً ، المؤمن له رؤية يتميز بها ، عنده منظومة قيم يؤمن بها ، عنده تصرفات يفعلها ، عنده محرمات لا يقربها ، عنده منظومة قيم ، أي المؤمن يتحرك وفق تعليمات الصانع ، والجهة الصانعة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها الجهة الصانعة ، أنت حينما تتحرك وفق منهج الله تفوز فوزاً عظيماً : ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ﴾ [سورة السجدة:18] مسافة كبيرة جداً : ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ [سورة الجاثية:21] أنت حينما تتعرف إلى الله فزت ورب الكعبة فوزاً عظيماً ، عرفت كل شيء ، كل شيء بخدمتك ، فلذلك اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم﴾ [ سورة الانفطار:13] للمؤمن معاملة خاصة من الله عز وجل يتميز بها : في مقتبل الحياة ، في منتصف الحياة ، هناك نكسة تفيد المتقدمين بالسن الذين ما عرفوا الله عز وجل ، والله أذكر إنسان عاش بالشام ، عاش ثمانيةً وتسعين عاماً ، وكان منتصب القامة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، ذاكرته قوية ، كان إذا رأى شاباً في الطريق يقول له : يا بني أنت كنت تلميذي ، وكان أبوك تلميذي ، وكان جدك تلميذي ، علّم ثمانين سنة تقريباً ، علم بالثامنة عشرة وتوفي بالثامنة والتسعين ، حينما يسأل : يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ ثمانية وتسعون عاماً منتصب القانمة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، أسنانه في فمه ، يقول : يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقياً عاش قوياً ، احفظوها : من عاش تقياً عاش قوياً ، لك معاملة خاصة أيها المؤمن ، لك معاملة خاصة تتميز بها : ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 81-82 ] أيها الأخوة ؛ الأبرار في نعيم ، نعيم الدنيا ونعيم الآخرة مطلقاً : ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [ سورة الرحمن : 46] يقول أحد العلماء الكبار : ماذا يفعل أعدائي بي ؟ بستاني في صدري أي جنته في صدره ، إن حبسوني فحبسي خلوة ، و إن أبعدوني فإبعادي سياحة ، وإن قتلوني فقتلي شهادة، فماذا يفعل أعدائي بي ؟ توظيف المؤمن إمكاناته في العمل الصالح : أخواننا الكرام ؛ ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم﴾ [ سورة الانفطار :13] وأتمنى أن تقول من أعماق نفسك لا أبالغ والله : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني ، ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني ، تقريباً لو عندنا بيت فيه ثلاجة ، ومروحة ، ومكيف ، فيه كل الأدوات الكهربائية حصراً، لكن البيت لا يوجد فيه كهرباء ، كل هذه الأدوات لا قيمة لها ، تأتي الكهرباء كل هذه الأدوت صار لها وظيفة كبيرة بالبيت ، هذا الإيمان ؛ الزواج مع الإيمان مسعد ، والله العمل مع الإيمان هادف ، تهدف من هذا العمل خدمة المسلمين ، كان السلف الصالح إذا فتح باب دكانه يقول : يا رب نويت خدمة المسلمين والآن أخواننا الكرام ؛ ألم تقل امرأة عمران : ﴿ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا ﴾ [ سورة آل عمران :35] معك أنت اختصاص باللغة الأجنبية ، اجعل هذا الاختصاص في سبيل الله ، ترجم القرآن مثلاً ، معك اختصاص بالعلوم ، اجعل هذ الاختصاص لنشر الحق ، يجب أن تستفيد من خصائصك في عمل الآخرة ، الدليل : ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ﴾ [ سورة القصص : 77 ] بعلمك ، بحكمتك ، باختصاصك ، بدراساتك ، بذكائك ، بقوتك العضلية : ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ﴾ [ سورة القصص : 77 ] هذا الذي نجح في الدنيا نجاحاً باهراً يستخدم كل إمكاناته بالعمل الصالح ، المال ، الجاه ، الصحة ، الذكاء ، العلم ، فلذلك المؤمن يوظف كل خصائصه في سبيل الله : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [ سورة الانفطار :13-14] الجحيم لمن أعرض عن ذكر الله عز وجل : مرة ثانية ؛ المطلق على إطلاقه ، مطلقاً ، هناك جحيم بالدنيا ، لذلك يقول : ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [سورة طه:124] إله ، هذه المعيشة في الدنيا ، إنسان سأل سؤالاً محرجاً قال : فما بال الأغنياء والأقوياء ؟ معه ملايين مملينة ؟ بالبيت معه ما يقدر بتسعين ملياراً ، فما بال الأغنياء والأقوياء؟ أين الجحيم ؟ أين الشقاء ؟ فكان جواب هذا العالم : ضيق القلب : ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [سورة طه:124] مستحيل أن تعرض عنه وتسعد ، يجب أن يكون في حياتنا مسلمات ؛ سعادتك ، طمأنينتك ، توفيقك بالله عز وجل ، الأبرار في نعيم في الدنيا والآخرة : ﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [ سورة محمد:6] ﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [ سورة الانفطار : 14] والعياذ بالله الفاجر غير العاصي ، لو ان إنساناً أفطر في رمضان لا سمح الله أفطر في البيت لكن في الطريق لم يأكل ، هذا اسمه : عاص أو فاسق ، أما إذا أكل في الطريق يتحدى الناس في رمضان فهذا له اسم آخر اسمه : فاجر ، الذي يباهي بالمعصية فاجر ، يتحدى : ﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [ سورة الانفطار: 14] جحيم في الدنيا ، وجحيم في الآخرة ، أي مستحيل أن تسعد بالبعد عن الله ، يجوز أن تتلذذ ، ففرقوا بين السعادة واللذة ؛ اللذة حسية ، تحتاج إلى مال ، وإلى صحة ، وإلى وقت ، ولحكمة بالغة بالغة بالغة الصحة والمال والوقت دائماً ينقصك واحدة ، في البدايات يوجد صحة و وقت لكن لا يوجد مال ، في منتصف العمر يوجد مال وصحة لكن لا يوجد وقت ، عنده عمل دوامه كثيف ، تقدمت به السن ، المعمل سلمه لأولاده ، تقاعد ، يوجد عنده مال وعنده وقت لكن لا يوجد صحة ، دائماً تنقصك واحدة لحكمة بالغة بالغة أرادها الله لئلا نفتن في الدنيا. يوم القيامة يوم تسوية الحسابات : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ﴾ [سورة الانفطار :13-15] يوم الحقائق ، يوم تسوى الحسابات ، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم ، يوم يؤخذ للمستبد به من المستبد ، يوم يؤخذ من الغني للفقير ، هذا اليوم تسوى فيه الحسابات ، ولا يغيب عن أذهانكم أن الإيمان باليوم الآخر إيمان إخباري ، وهناك علماء تجرؤوا وقالوا : الإيمان باليوم الآخر إيماني عقلي أيضاً ، إنسان غني وآخر فقير ، أحدهم صحيح والآخر مريض ، إنسان عاش مئة وثلاثين عاماً و الآخر عاش عشر سنوات ، فهناك مفارقات حادة ، أيعقل أن تنتهي الحياة والوضع هكذا ؟ قد لا يكون هناك إله !! ما دام هناك إله هناك يوم الدين ، يوم الدينونة، يوم الحساب ، يوم الجزاء ، يوم التسوية ، فأنت حينما تؤمن بيوم الدين إن لم تنعكس مقاييسك مئة وثمانين درجة يكون إيمانك غير صحيح ، إن آمنت بيوم الدين يسعدك أن تعطي لا أن تأخذ ، يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ ، على رأس الهرم البشري زمرتان ؛ الأقوياء والأنبياء ، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ، الأقوياء ملكوا الرقاب والأنبياء ملكو القلوب ، الأقوياء عاش الناس لهم والأنبياء عاشوا للناس ، وفرق كبير بين الأقوياء والأنبياء ، وبطولتك أن تكون من أتباع الأنبياء لا من أتباع الأقوياء .
الفسق من لوازم عدم الإيمان : فلذلك أخواننا الكرام ؛ بين الإيمان والكفر بون كبير ؛ ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ﴾ [سورة السجدة:18] المعنى يقتضي غير مؤمن أو كافراً ، الله قال : ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا﴾ [سورة السجدة:18] أي من لوازم عدم الإيمان الفسق . إعلام الله عز وجل النبي بيوم الدين : ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ [سورة الانفطار:16-17] هذه ما أدراك أي أنت لم تكن تعلم إلا بعد أن أخبرناك ، الله أعلم النبي بيوم الدين، لكن : ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين﴾ [سورة الانفطار:16-18] ما أدراك الثانية تعني أن هناك يوم دين إن لم يخبرك الله عنه لا تعلمه أبداً : ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين﴾ العمل الصالح و الاستقامة طريقا النجاة يوم القيامة : دقق الآن : ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ﴾ [ سورة الانفطار :19] (( يا عباس عم رسول الله ، يا فاطمة بنت محمد ، أنقذا نفسيكما من النار ، أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً )) [ مسلم عن أبي هريرة ] (( من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه )) [ أحمد عن أبي هريرة] (( لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم )) [ أحمد عن أبي هريرة] إذاً : ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ﴾ [ سورة الانفطار :19] يقول لك إنسان إنه يوجد شفاعة ، نعم يوجد شفاعة لكن لها معنى دقيقاً جداً ، أما الآية الدقيقة : ﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّار﴾ [سورة الزمر:19] لا ينفعك إلا عملك الصالح ، واستقامتك ، ومعرفتك بالله ، وما دام القلب ينبض فالمجال مفتوح ، والأمل كبير ، الإنسان بتوبة واحدة يلغي الماضي كله ، التوبة من الذنب كمن لا ذنب له : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [سورة الزمر:53] أرجو الله لكم التوفيق والنجاح ، وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . والحمد لله رب العالمين
Articles plus récents
Articles plus anciens
Accueil
Inscription à :
Articles (Atom)