2-Way Background Images Slides Happy Codings :-) JavaScript Code Examples

Happy Codings :-) JavaScript Code Examples
by JavaScript Code Examples

mercredi 19 avril 2017

- تفسير آيات - سورة آل عمران

أحاديث رمضان 1420 - تفسير آيات - سورة آل عمران - الدرس ( 04 - 58 ) : أعداء المسلمين. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1999-12-10 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. أيها الأخوة الكرام: كيدُ أعداء المسلمين الأول هوَ أن يُفرِّقوا بينَ المسلمين لذلك قالَ اللهُ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)﴾ (سورة آل عمران) يعني بعدَ وحدتكم، وبعدَ تعاونكم، وبعدَ محبتكم كافرين: ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)﴾ (سورة آل عمران) قال علماء التفسير: لهذهِ الآية قِصةٌ طويلة، ذكرتُها من قبل، كَيْفَ تَكْفُرُونَ: أي كيفَ تختلفون، هنا معنى تكفرون أي تختلفون: وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، يجبُ أن نعتقِدَ جميعاً أنَّ التفرِقةَ بينَ المسلمين وأنَّ شقَّ صفوف المسلمين، وأنَّ إثارةَ الأحقاد، وأنَّ الطعنَ في بعض الجماعات، إنَّ هذهِ الأعمال كُلُها ترقى إلى مستوى الكُفر، وكَيْفَ تَكْفُرُونَ أي كيفَ تختلفونَ وتتنازعونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. أيها الأخوة: سأحاول في هذهِ العُجالة أن أذكُرَ الناحيةَ العمليّةَ في الآيات، قالَ تعالى ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً﴾ (سورة آل عمران) لابدَّ من شيءٍ نعتصِمُ حولَهُ، إنّهُ حبلُ الله، وأيُّ اجتماع على غير حبل الله اجتماع غير موفق، وأيّ وحدةٍ ليست على أساس الاعتصام بحبل الله وحدةٌ لا قيمة لها، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، لابُدَّ من شيءٍ يوّحدُنا، لابُدَّ من شيءٍ يجمعُنا، لابُدَّ من شيءٍ يؤلِفُ قلوبنا، إنّه الدين: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)﴾ (سورة الأنفال) فالود بينَ المؤمنين من خلقِ اللهِ عزّ وجل، المظاهر الإسلامية في هذا العصر صارخة إلى درجة غير معقولة، مؤتمرات، ندوات، ألقاب علمية، كُتب، مؤلفات، مجلدات، جوامع، زُرتُ جامعاً في المغرب كلّف ألف مليون دولار، جوامع ضخمة لكن لا يوجد حُب بيننا، هذهِ المُشكلة، كانَ أصحابُ النبي على قِلَتِهم، وعلى حياتِهم الخشنة، كانوا يُحبونَ بعضَهُم بعضاً، نحنُ نحتاجُ اليومَ إلى حُب، إلى تعاون، إلى أن نَضَعَ حظوظنا تحتَ أقدامِنا أيها الأخوة: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا. في هذهِ الآيات التي تُليت اليوم، بالمناسبة قالَ بعضُ أصحاب رسولِ الله: كانَ أحدُنا إذا قرأَ البقرة وآلَ عِمران جدَّ في أعيُنِنا، يعني يبدو أنَّ هاتين السورتين فيهِما حقائق كثيرة جداً، وفيهِما معالجات متأنيّة لأمراضِ أهلِ الكتاب والتي يُرشّحُ المسلون أن يُصابوا بمثلِها، أيها الأخوة: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)﴾ (سورة آل عمران) الرباني موّحد، الرباني لا يرى إلا الله ولا يعتمِدُ إلا على الله ويعامل الناس بأعلى درجة من الوِد دونَ أن يعبُدَهُم من دونِ الله: ﴿ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)﴾ (سورة آل عمران) يعني إذا اتخذت مخلوقاً كائناً من كانَ رب قد لا تقولُ هذا رب قد تقول هذا أخ، ولكن أن تُعامِلَهُ كما تُعامل ربّك هذا هوَ الخطأُ الفادِحُ في حياتِنا، وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. أيها الأخوة: تكادُ الفِتنةُ الأولى التي يتعرّضُ لها المسلمون في مشارِق الأرض ومغارِبَها منذُ بِعثةُ النبي وحتى نهاية الدوران فِتنةٌ واحدة ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73)﴾ (سورة الإسراء) معنى ذلك أنَّ كُلَّ كيد الكافرين أن يأتي شيءٌ آخر غيرَ الكتابِ والسُنّة لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا وهذهِ آيةٌ ثانية: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)﴾ (سورة آل عمران) يعني الآن الكيد الوحيد للمسلمين لا أن يُهاجَمَ الإسلام بل أن يُفجّرَ من داخِلِه، أن يُؤلّفَ كِتابٌ فيهِ كُلُّ السلوك الإباحي تحتَ مظلة القرآن، أن يُؤلّفَ كتابٌ فيهِ كُلُّ الانحراف الخُلقي والعقبي تحتَ ظِل الإسلام، هُنا خطورة هذهِ الحركة التي يقوم بِها أعداء المسلمين: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أيها الأخوة: ما من عِقابٍ يُعاقب بِهِ المؤمنُ أو المسلمُ كأن يحجُبَهُ اللهُ عنهُ، هذا عقاب كبير: ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾ (سورة المطففين) وما من مكسبٍ دنيويٍ وأُخرويٍ يرقى إلى مستوى أن تكونَ موصولاً باللهِ عزّ وجل، فأكبر عِقاب أن تُحجب، وأكبر عطاء أن توُصل باللهِ، وأمّا الدُنيا عَرَضٌ حاضر يأكُلُ مِنهُ البِرُّ والفاجر، والآخرةٌ وعدٌ صادق يحكُمُ فيهِ ملكٌ عادل، توجيه لمن لَهُ دين: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً﴾ (سورة آل عمران75) يعني إذا كان لكَ دين مع إنسان يجب أن تُلِحَ عليه إلى أن يخرُجَ من جلدِهِ وإلا لا تأخذُ شيئاً: مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا، يعني في سفرتي الأخيرة إنسانة كانت شاردة عن الله عزّ وجل تابت إلى الله تعمل في حقل الفن قالت في شريط سمعتُهُ، اتصلت بعالمٍ كبير في مِصر وسألتهُ: مالي حرام ؟ فقالَ لَها تُحبينَ أن أُجامِلَكِ أم أن أقولَ لكِ الحقيقةَ المُرّة، قال قُل ليَ الحقيقة، قالَ مالُكِ حرام كُلُهُ ولولا أنكِ تعرفينَ هذهِ الحقيقة لمَا أتيتِ إليّ، فدائماً الحقيقة المُرّة أفضلُ ألفَ مرة من الوهم المريح، الحقيقة المُرّة والفتوى أمانة، الفتوى أمانة فمن خانَ هذهِ الأمانة كانَ جِسراً إلى النار: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)﴾ (سورة آل عمران) يعني إذا أنتَ عملتَ عمل وحُجِبتَ بِهِ عن الله، هذا أكبر جواب أنَّ عَمَلَكَ لا يُرضي الله، إذا عَمِلتَ عملاً ولو معك فتوى رسمية ولو معك فتوى من أعلى مستوى، إذا عَمِلتَ عملاً حَجَبَكَ عن الله فاعلم أنَّ هذا العمل لا يُرضي الله والدليل حِجابُكَ عنهُ، فهذهِ علامة من العلامات الدقيقة، يعني: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ، هذا مقياس نفسي وما في إنسان يسأل عالم سؤال فتوى إلا ويوجد عندهُ قلق، لولا هذا القلق الذي أحدثتهُ فِطرتُهُ لما سأل، في عندك مقياس نفسي دقيق في هذهِ الفِطرة، وسيدنا عيسى كما وَرَدَ في هذهِ الآية: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)﴾ (سورة آل عمران) معنى ذلك أنَّ هذا النبي العظيم سوف يأتي ويعود وسوف يؤمن بِهِ أتباعٌ كثيرون وهؤلاء الذين اتبعوه سوف يكونون فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة: (( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُمْلأُ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلا )) يعني الآن ملايين تُشرّدُ من بيوتها ماذا فعلت، لأنها مسلمة فقط في هذا البرد القارص مئات الألوف في العراء ينامون (( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُمْلأُ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلا )) وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. نحنُ في القرآن الكريم في عنّا إعجاز علمي، وعنّا إعجاز تشريعي، وعنّا إعجاز إخباري، فهناك حقائق في القرآن الكريم لا يعرُفها أحد: ﴿ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)﴾ (سورة آل عمران) يعني ربنا عزّ وجل من رحمتِهِ بِنا أرسلَ هذا النبي العظيم ومعهُ أدلةٌ لا تُعد ولا تُحصى على أنّهُ نبيٌ كريم، فمن هذهِ الأدلة الإعجاز العلمي في القرآن، والإعجاز الإخباري، الإخبار عن الماضي السحيق وعن المستقبل وعن الحاضر في مكان آخر، هذا إعجاز، الماضي والمستقبل إعجاز زماني، أمّا الحاضر إعجاز مكاني، وقد يسألُ سائل أفي القرآن تكرار: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)﴾ (سورة آل عمران) ما معنى اصطفاكِ الأولى واصطفاكِ الثانية، الأولى اصطفاها على نساء العالمين فكمن من الرجالِ كثير ولم يكمن من النساء إلا أربع منهم السيّدة مريم صديّقةُ النساء، لكن واصطفاكِ الثانية: أنّهُ خصّكِ بأن تأتينَ بغلامٍ من دونِ أب، الأول اصطفاء ديني والثانية اصطفاء علمي. إخواننا الكرام: كناحية عملية في أخ من الأخوة الحاضرين وليسَ لَهُ ميّزة في الحياة، إنسان يُتقن صنعة، إنسان يُتقن عمل، إنسان معهُ اختصاص، إنسان معهُ مال، إنسان معه طلاقة لِسان، إنسان في عِندهُ حِكمة، إنسان في عِندهُ قوة حُجة.... في إنسان ليسَ لَهُ شيء، يجب أن تكونَ هذهِ السيّدة العظيمة امرأة عمران قدوةً لنا: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً﴾ (سورة آل عمران35) ألا ينبغي أن نُقدِّمَ للهِ شيئاً من علمِنا، شيئاً من مالِنا، شيئاً من خِبرتِنا، شيئاً من جُهدِنا، شيئاً من وجاهتِنا، شيئاً ممن آتانا اللهُ عزّ وجل، يعني الإنسان يجب أن يكونَ بينَ يديه عمل يلقى اللهَ بِهِ.. عمل.. وكلما كانَ هذا العملُ أكبر كانَ لِقاؤُهُ مع اللهِ أطيب، واللهُ عزّ وجل لن يقبل دعوى محبتِهِ إلى بالدليل، كُلٌ يدّعي وصلاً بليلى، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)﴾ (سورة آل عمران) علامة صِدقِكُم في محبتِكم إتّباعُ النبي عليه الصلاة والسلام، إخواننا الكِرام: الشر المُطلق ليسَ لَهُ وجود في الكون، الشر المُطلق وجودُهُ يتناقض مع وجود الله: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)﴾ ) سورة آل عمران) الخير فقط، الإنسان حينما تنحرف عقيدتُهُ يعيشُ في وهم، هذا الوهم حينما يتبدد في ساعةٍ من الساعات يُصعقُ الإنسان، يعني طالب طوال العام لم يدرس قال لَهُ صديقه المنحرف: أن قدّم هدية ثمينة للأستاذ فيُعطيكَ الأسئلة فلم يدرس وعاش سنة بكاملها في راحة نفسية، لا حاجة لأن يدرس لأنَّ الذين يدرسون مجانين، هوَ يُقدّم هدية للأستاذ فيأخذ الأسئلة، فلمّا طَرَدَهُ المُدرّس قبلَ الفحص بيومين، هُنا الصعق، وهذا يحدث لكُل من افتقد عقيدةً زائغة، هذا الذي توهّمَ أنَّ النبي سيشفعُ لَهُ وليفعل ما يفعل، هذهِ عقيدة زائغة، الشفاعة حق ولكن ليست بهذا المعنى السوقي، هذا المعنى الساذج، من اعتقد بشفاعة النبي ولم يعمل شيئاً بل ارتكب المعاصي والآثام توهماً أنَّ النبي سيشفعُ لَهُ، وهؤلاء اليهود ماذا قالوا ؟ قالوا: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾ (سورة آل عمران) وأنهم شعبُ الله المُختار، يعني أخطر شيء أن تعتقِدَ عقيدةً زائغة لا أصلَ لَها وتبني عليها سلوك معين، والصعق الشديد يوم القيامة حينما تُبددُ هذهِ الأوهام وأنتَ أمام حقيقةٍ مُرّة، فيا أيها الأخوة الكرام: الحقيقةُ المُرّة أفضلُ ألفَ مرّة من الوهم المُريح، لو سألتموني من هوَ أشقى الناسِ على الإطلاق، على الإطلاق قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)﴾ (سورة آل عمران) يعني هذا الذي يجعلُ همَّهُ أن يؤذيَ أولياءَ الله، أن يُطفِئَ دعوتهم، بالمناسبة بربكم ما تقولون في إنسان وَقَفَ تجاه الشمس وأرادَ أن ينفُخَ نفخةً من فمِهِ ليطفِئها، من دون شك مجنون، يقول الله عزَّ وجل: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ﴾ (سورة الصف الآية8) إذا كانت أشعة الشمس وهي كوكب ملتهب صغير جداً إذا قيسَ ببقية الكواكب لا يمكن ولا مليار إنسان ينفخونَ يُطفِئوا نورَ الشمس، فكيفَ بمن يُحاول أن يُطفِئَ نورَ الله وهذا هوَ أشقى إنسان على الإطلاق يُطفئُ نورَ الله. أيها الأخوة: يعني إذا كان دخلت إلى بيت وفيهِ طعام نفيس جداً فأكلت ثُمَّ فوجِئت أنَّ صاحب البيت لَهُ وجهٌ صبوح يعني كالبدر فأنتَ تنظر إليه بنشوةٍ عارمة، المستوى الأول أن تأكل طعاماً ماديّاً حِسيّاً، المستوى الثاني أن تستمتع بهذا الجمال الباهر، أمّا المستوى الثالث أن يُرحِّبَ بِكَ صاحِبَ البيت، هذا الذي استمتعتَ بوجِهِهِ المُنير يُرحِبُ بِكَ، انظر للمستويات الثلاث، الجنة في جنات تجري من تحتِها الأنهار، المستوى الأعلى النظرُ إلى وجهِ اللهِ الكريم، المستوى الأعلى رِضوانِ اللهِ عليك: ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ (سورة التوبة الآية 72) هذهِ ثلاث مراتب: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ (سورة يونس الآية 26) النظرُ إلى وجه الله الكريم وفي آية ثانية وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ يعني أكبرُ شيءٍ في الجنة أن يُرحِبَ اللهُ بِكَ، وأن يرضى عنك وهذا هوَ النعيمُ المُقيم، وهذا الذي يزهدُ في الآخرة هوَ الزاهِدَ الحقيقي، من هوَ الزاهد هوَ الذي يزهدُ في الآخرة، أما الذي يزهدُ في الدنيا هو الطموحُ الحقيقي، هذا كلامُ الله لا أُضيف ولا أزيد: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)﴾ (سورة آل عمران) الباطل لِهُ جولات وبالنهاية سوفَ يُغلبُ الكُفر وسوفَ يكونُ في مزابل التاريخ، والتاريخ بينَ أيديكم، والتاريخ يُعيدُ نفسَهُ، هؤلاءِ الذين حاربوا اللهَ ورسولَهُ أينَ هُم، في عهدِ النبي أينَ هُم، ما من إنسان إلا يلعنُهم، والذين نَصَروا اللهَ ورسولَهُ هُم في أعلى علين وهذا هوَ التاريخ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ هذا الشيء واقع لا محالة قضية وقت فقط قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ بالمقابل: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)﴾ (سورة غافر) واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو لو لم يكن في كتاب الله إلا هاتان الآيات لكفتا، المؤمن الصادق سوفَ ينتصر، والكافر سوف يُغلب ويُحشر إلى النار، الآية الدقيقة: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ (سورة آل عمران-7) عندَ بعض علماء القراءات وقف، قال العلماء في الآيات المتعلّقة بالذات، الآياتُ القليلةُ العدد المتعلقةُ بذاتِ الله لا يعلمُ تأويلها إلا الله، لذلك السلف الصالح كانوا يُفوِضونَ الله في تأويلِ آيات الذات: ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ (سورة الفتح الآية 10) ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ (سورة الفجر الآية 22) ﴿ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ (سورة الرعد الآية 2) آيات الذات لا تزيد عن سبع آيات، آيات الذات لا يعلمُ تأويلها إلا الله فهنا في وقف، أما الآيات الأخرى لم يعد هناك وقف: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، الآيات التشريعية، والآيات الكونية والآيات القصصيةُ، وآياتُ الإخبار هذهِ آياتٌ يعلمُ تأويلُها ربُّ العالمين، وقد علّمَ ربُّ العالمين أنبياؤهُ الكرام والدُعاة الصادقين تأويلَ هذهِ الآيات لذلك الوقف في مكان آخر وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ هُنا الوقف: يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا جملة استئنافية. أيها الأخوة: مثل من واقع حياتنا، إنسان في معهُ مرض قالَ لَهُ الطبيب ممكن بالحمية والرياضة وترك التدخين أن تُشفى وأنتَ صحيح مُعافى لا تحتاج إلى عمليات أو أي شيء، أما إذا لم تنقاد إلى هذهِ التوجيهات وتابعتَ التدخين ولم تعبأ بالحمية ولم تعمل بالرياضة فقد تكونُ هناكَ آفةٌ خطيرةٌ تقتضي عمليةً جراحيةً خطيرة، إذا الإنسان فتحوا لَهُ قلبُهُ لإجراء عملية جراحية، القلب يتم إيقافُهُ بالتبريد فتوقف القلب وأُجريت العملية، بعدَ أن تنتهي العملية الآن يصعقونَ القلبَ صعقةً فإمّا أن يعمل أو لا يعمل فإذا عمل تكون العمل نجحت وإلا عظّمَ اللهُ أجركم، فإذا الإنسان اختار عملية جراحية فهناك خطر كبير جداً، والدليل: ﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45)﴾ (سورة مريم) يعني أخاف أن تُعالج بمعالجة تقتضيها حالتُكَ المرضية الصعبة عندئذٍ تنحاز للشيطان، وأشخاصٌ كثيرون حينما جاءهم العلاج المُرّ انحازوا إلى الشيطان، هذه المعاني من أين نأخذها.. دققوا.. ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)﴾ (سورة البقرة) يعني إذا في مرض بالنفس لابُدَّ من أن يُعالج، في طريقين: فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ، بالتوبة والإقلاع والإصلاح والاستغفار والإقبال والعمل الصالح، فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ، إما طريق المعالجة السريرية أو طريق المعالجة الجراحية، الجراحية خطِرة وقد يموت الإنسانُ في أثناء العملية الجراحية، إذاً هذهِ الآية في تخيير صعب: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يعني سواءٌ ذكرتَ مَرَضَكَ أم كتمتَهُ، المرض عِندَ الله مكشوف ولابُدَّ من أن يُعالج، فإمّا أن يُعالج بطريقٍ سِلمي، وأنتَ في صحتِكَ معافى في أهلِك، وإما أن يُعالج بطريقٍ صعبٍ جداً، هذا معنى قولِهِ تعالى: ﴿ وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾ (سورة البقرة الآية286) يعني الإنسان يختار الطريق الأسهل، يسير من ذاتِهِ، يُصلح أمورهُ مع ربِهِ، ويُحاسب نفسُهُ حساب عسير كي لا يُحاسب حساباً عسيراً يومَ القيامة، من حاسَبَ نفسَهُ حساباً عسيراً في الدنيا كانَ حسابَهُ يومَ القيامة يسيراً، ومن حاسَبَ نفسَهُ حساباً يسيراً لا تُدقق يعني مثل هذهِ الناس نحنُ شو يعني كل هذه الناس على غلط هذا كلام العوام، الجماعة واحد وألف مليار إنسان على خطأ هؤلاء لا يعبأُ الله بِهم إطلاقاً الحق لا علاقة لَهُ بالكثرة بالعكس: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)﴾ (سورة الأنعام) فيا أيها الأخوة الكرام أرجو الله سبحانه وتعالى أن نستفيدَ من هذهِ الأيام التي هي عُرسُ المؤمن، نستمع إلى كتاب الله ونقف عِندَ بعضِ الآيات المتعلقة بالموقف العملي. والحمد لله رب العالمين

10955 أحاديث رمضان 1420 - تفسير آيات - سورة البقرة - الدرس ( 02 - 58 ) : خواطِرَ إيمانية. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1999-12-09 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. أيها الأخوة الكرام: لأنَّ القرآن لا تنقضي عجائِبُهُ لذلك نعيشُ مع خواطِرَ إيمانية حولَ بعض آيات القرآن التي قُرِأت اليوم، من رحمة الله بِنا أنَّ المعاملات تَصِحُ إذا وافقت الشرع، والنية ربما ترفعُ مستواها لكن لا تتوقف صحة المعاملات على النية بل تتوقفُ على مطابقتِها للشريعة، لذلك إذا الإنسان ظلم في الوصية فجاء ناظِرُ الوصية وأصلَحَ ظُلمَهُ وبدّلَ هذهِ الوصية وفقَ الشرع ينجو الموصي: ﴿ فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)﴾ (سورة البقرة) في مثل يريده الفقهاء: لو أنّهُ ابن تحت يدهُ محل تجاري لوالِدِهِ والابن باع المحل التجاري من دون إذن أبيه وأكلَ مالَهُ ثمَّ أُكتشف بعدَ حين أنَّ الأب توفي قبلَ أن يبيع المحل، وأنَّ ابنهُ وارِثُهُ الوحيد بيعُهُ صحيح، ينقلِبُ صحيح، بالمعاملات العِبرة أن توافِقَ الشرع، تصِحُ العبادة إذا وافقت الشرع، أما المؤمن حينما ينوي أن يخدُمَ المسلمين بمعاملاتِهِ هذا يرقى عِندَ الله، هذا تنقلِبُ عاداتُهُ عبادة، لها أثر إيجابي فقط النية في المعاملات، ترفعُ من قيمة العمل الصالح ولكنّها تصِحُ دونَ أن ننظُرَ إلى نية البائع، مادام البيع فيه إيجاب وقبول و تقابض وتراضي فالبيع صحيح، هذهِ من رحمة اللهِ بِنا، فإذا إنسان ظلم في الوصية وجاء ابنُهُ الحريصِ على سلامة أبيهِ في الجنة وغيّرَ هذهِ الوصية فجعلها وفقَ الشرع فلا إثمَ عليه، بالعكس يكونُ قد خلّصَ أبيهِ من الظُلم، أمّا العبادات لا تصحُ إلا بالنية، لو واحد نوى أن يُصلي الفجرَ قبلَ دخول الوقت عبادتهُ باطلة، فصلّى الفجرَ قبلَ دخول الوقت بعدَ أن صلى أُكتُشِف أنَّ الفجرَ قد دخل قبل نصف ساعة عبادتهُ غير صحيحة مع أنها توافقت مع الشرع، لكن لأنّهُ نوى أن يُصلي هذهِ الصلاة خلافاً لمبدأ دخول الوقت ولو أنّها وقعت في الوقت الصحيح العبادة غير مقبولة، معنى ذلك: العبادةُ لا تصحُ إلا بالنية، أمّا المعاملة تصحُ بموافقتِها لأحكام الشرع والنية ترفعُ قيمتها، هذهِ من رحمة اللهِ بِنا. شيء آخر: من الملامح اللطيفة في هذه الآيات قال تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)﴾ (سورة البقرة) يعني مالك مالي ومالي مالك معنى أَمْوَالَكُمْ يعني مالُ أخيكَ مالُك ومالُكَ مالُ أخيك، أدق معنى أنَّ مالَ أخيكَ هو مالُك من زاويةٍ واحدة وجوب المحافظةِ عليه، أيام إنسان يُعير سيارتهُ لشخص يقول له قُم بقيادتها وكأنّها سيارتك، " فهمكم كفاية "، مالُ أخيكَ مالُكَ من زاويةِ وجوبُ العناية بِهِ وحفظِهِ فلأن تمتنِعَ أن أكلِهِ من بابٍ أولى، الآن مالك مال أخيك، هذا المال وإن كُنتَ تملِكُهُ مُلكاً حقيقيّاً هو مالُ المسلمين بمعنى ينبغي أن تُنفِقَهُ في صالح المسلمين، تعمل مشروع زراعي، صناعي، تجاري، لا تُنشئ ملهى، لا توظفُهُ في أماكن بعيدة جداً ينتفع بهِ الكفار، فصار مالُكَ مالُ أخيك من خلال وجوبِ أن تُنفِقَهُ في صالح المسلمين، ومالُ أخيكَ هوَ مالُكَ من زاوية الحِفاظ عليه، أرأيتَ إلى هذا، أمّا الشيء الدقيق: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أيُّ تشريعٍ أرضي في أيّ مكانٍ وفي أي زمان لا يُعفيكَ من أداءِ الحقوق، لو أنَّ إنسان تمتّع بقانون معيّن، لو استفاد من قانون، هذا القانون قد لا يُعطي أخاهُ حقهُ أنتَ مسؤولٌ عن الشريعة، يعني في عنّا أمر تشريعي وأمر تنظيمي، الأصلُ هو الأمر التشريعي، لذلك: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ المؤمن الصادق الورع ولو كان القانون معهُ والشرع ليسَ معهُ ينقادُ لأمر الشرع. أيها الأخوة: الكافر، الشارد متمتّع في الدنيا، هوَ فيها في مال وفير، في صحة، في لذائذ حسيّة، في مظاهر صارخة، أمّا المؤمن، لو وازنت مؤمن مع إنسان شارد تجد بونٌ شاسع، دقق: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)﴾ (سورة البقرة) معنى يَشْرِي بمعنى يبيع، اشترى معروفة أمّا شرى تصح باعَ وتصح اشترى، هنا بمعنى باعَ، فهذا الذي يبيع نفسَهُ ابتغاء مرضاة الله فالله عزّ وجل رؤوف بِهِ، لا يمكن إلا أن يكونَ هوَ الفائز وهوَ المتفوق وهوَ الفالح وهوَ الناجح، يعني لمّا الإنسان يقول لك خُذ كُلَّ مالي لو أنَّ ابن قال لوالده خُذ كُلَّ مالي الأب قلبُهُ كُلُهُ رحمة يعطيهِ أضعافاً مضاعفة يعني إذا الإنسان ضحّى، إذا الإنسان قدّم شيء نفيس قدّم الغالي والرخيص والنفسُ والنفيس اللهُ رؤوف بِهِ فيكونُ هو الفائز وهو الرابح وهو الناجح: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)﴾ (سورة البقرة) سمعت كلمة في سفرتي الأخيرة أعجبتني: أنَّ هذه الحضارة لا تمثل حضارة المسيح بن مريم، هذهِ تمثل حضارة المسيح الدجال الذي ينظر بعينٍ واحدة، فالكافر ينظرُ بعينٍ واحدة، ينظرُ إلى الدنيا فقط، وكل إنسان ينظر إلى الدنيا ولا يعتد بالآخرة، أنا وجدت يعني من المناسب أن لا تُلقي حُكماً إلا إذا أدخلتَ الآخرة مع الدنيا، لو الإنسان اندهش بمجتمع الغني يقول هذا الغِنى من أينَ جاءهُ، ضُمَّ الآخرة إلى الدنيا ووازن، ضُم بين إنسان فقير دخلُهُ حلال وبين إنسان غني دخلهُ حرام ضُمَّ إليهما الآخرة يَصُح الميزان، لا تُقم موازنةً بين جهتين إلا على أساس أن تضمَ الآخرة لهما، فلذلك: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، العبرة أيها الأخوة من يضحكُ أولاً يضحكُ قليلاً ويبكي كثيراً، ومن يضحكُ آخراً يضحكُ كثيراً وطويلاً: ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)﴾ (سورة المطففين) بطولتك أن تكونَ الضاحِكَ الأخير: ﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)﴾ (سورة الإنشقاق) وليسَ: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13)﴾ (سورة الإنشقاق) فرقٌ كبير بينَ الكافر الذي كانَ في أهلهِ مسروراً وبينَ المؤمن الذي ينقلبُ إلى أهلهِ مسروراً، لذلك ربنا عزّ وجل يقول هكذا احتقارا للكفار: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)﴾ (سورة الإنسان) يوم ثقيل: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. أيها الأخوة: في معنى دقيق أشرت إليه قليلاً قبلَ قليل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ إنسان في رحمة الله وإنسان يرجو رحمة الله، يوم القيامة: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)﴾ (سورة آل عمران) أما المؤمن في الدنيا موعودٌ في رحمة الله، أما الكافر في الدنيا غارق في النعيم، فرقٌ كبير بينَ أن ترجو رحمة الله وبينَ إنسان أُعطيَ الدنيا، واللهِ لولا قولُهُ تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾ (سورة الأنعام) إذا الإنسان سافر إلى بلاد الكفار ولم يجعل هذهِ الآية أمامهُ دائماً اختل توازنهُ، إن لم تكن هذهِ الآية دائماً أمامهُ في ذهنِهِ ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ فالمؤمن يرجو رحمة الله، قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)﴾ (سورة القصص) فرقٌ كبير بينَ أن يعدُكَ الله برحمتِهِ بعدَ الدنيا وبينَ أن يُعطيكَ الدنيا ويُبعِدُكَ عن رحمتهِ يومَ القيامة، فرقٌ كبير: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ أما المؤمن في الدنيا يقول الله عزّ وجل: أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ فأنتَ كُن ممن يرجون رحمة الله نرجو رحمتكَ ونخشى عذابك. في قضية فقهية مفيدة جداً، نحن سننوّع حُكم فقهي، قصة، ﴿ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)﴾ (سورة البقرة) يعني الفقهاء قالوا: إذا معك مال أيتام وكنت غنياً ينبغي أن تستعفف عن أخذِ أجرِكَ على تشغيلِهِ، إن كنتَ غنياً ينبغي أن تستعفف، وإن كنتَ فقيراً ينبغي أن تأخذ أجرَ المثلِ أو حاجتَكَ أيهما أقل، هذا حُكم فقهي، معك مبلغ ليتيم ربحهُ لا يكفي حاجتك تأخذ ربحهُ القانوني، نصيبكَ من الربح القانوني، الآن معك مال يتيم ربحهُ كبير جداً يفوق عن حاجتك، نصيبكَ من ربحُهُ يفوق عن حاجتك، تأخذُ حاجتُكَ فقط، معنى: إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ، إذا استثمرت أموال اليتامى ينبغي أن تأخُذَ أجرَ المثلِ أو حاجَتَكَ أيهما أقل وإن كُنتَ غنياً فلتستعفف، وينبغي أن تُطعِمَ اليتامى لا من أصلِ مالِهم بل من ريعِ مالِهم، لأنكَ إن أطعمتُهم من أصلِ مالِهم انتهى المال، انتهى المال إنفاقاً وانتهى زكاةً، لا تأكُلُه الزكاة، قال النبي الكريم: (( بَاب زَكَاةِ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَالتِّجَارَةِ لَهُمْ فِيهَا حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ قَالَ اتَّجِرُوا فِي أَمْوَالِ الْيَتَامَى لا تَأْكُلُهَا الزَّكَاةُ )) (أخرجه مالك) أساساً الزكاة مُسلّطة على المال المجمّد، الزكاة لِحكمةٍ أرادها اللهُ عزّ وجل سلّطها على كُل مال جامد، فالزكاةُ وحدها تأكلُ المال في أربعينَ عاماً وانتهى الأمر، من أجلِ أن لا تأكُلَ الزكاة المال ينبغي أن تستثمِرَ المال فإن استثمرتَهُ أطعمتهم لا من أصلِ المال بل من ريعِ المال أمّا إذا استثمرتَ أموالهم وكُنتَ غنياً فلتستعفف. الآن في حالة: يأتي تاجر عندَهُ بضاعة ربحُها ثابت وفي بضاعة لا يعرف إن كانت ستربح أم لا.. لغم.. في كلمات يستخدمُها التُجّار أنَّ هذه البضاعة جحش السوق ربحها ثابت، معروفة، ليسَ عليها إشكال، أما في بضائع ثانية لُغم، فيأتي بمال اليتيم ويُجرّب بهذا النوع الجديد، فإن لم يربح يقول يا أخي والله هذهِ قسمة ونصيب، وإذا ربحت فيُدخل مالُهُ بعدها، ماذا فَعَلَ بمال اليتيم ؟ جَعَلَهُ للتجريب، جَعَلَهُ دريئةً، فقالَ النبيُ الكريم: " ولا تجعل مالك دون ماله " لا تقم بالتجربة في مال اليتيم، استمر مال اليتيم في أشياء ربحُها معروف وربحُها أكيد. كلمة بالمعروف وردت عشرات المرات اليوم، عظمة هذا الدين أنَّ شرعَ اللهِ عزّ وجل تُقِرُّهُ الفِطر السليمة والعقول الصحيحة، لأنَّ هذا القانون الإلهي متوافق مع الفِطرة والعقل، فاللهُ يقول بالمعروف بالمعروف، يعني الحُكم الشرعي تعرِفُهُ النفوس بِفطرتِها، يُعرف بالفِطر السليمة ويُعرف بالعقول الصحيحة، والعقلُ والفِطرة مسؤولية الإنسانُ يومَ القيامة، يعني هنا: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)﴾ (سورة البقرة) كلمة: وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ، يعني فيها توجيه دقيق جداً، وتوجيه لطيف جداً، وتوجيه أديب جداً، يعني الفرق بينَ وقوع الحيوان على أُنثاه واللقاء الزوجي بينَ المؤمن وأهلِهِ هوَ هذهِ الكلمة، في تقديم، هناك من دون تقديم، والعلماء بدءوا يكتشفون أنَّ الإنجاب إذا سَبَقَهُ تقديم قد يكون أقوى بنيةً لأسباب دقيقة جداً لا مجال لشرحِها الآن. إذاً: هذا القرآن فيهِ توجيهات كاملة حتى في أشد العلاقات خصوصيّةً، توجيهات كاملة حتى في أشد العلاقات خصوصيّة. والحمد لله رب العالمين

dimanche 16 avril 2017

آيات أنسى الوعاظ معناها

آيات أنسى الوعاظ معناها.. (3 من 3) مدحت القصراوي والمقصود بسورة الصمد إفراد الله تعالى في العلم والصفات والاعتقاد، والمقصود بسورة الكافرون إفراد الله تعالى بالتوجه والعبادة: {لا أعبد ما تعبدون} ثم نفي عنهم أنهم يعبدون الله {ولا أنتم عابدون ما أعبد} ، وكررهما للتوكيد القاطع، وهذه نقطة عظيمة المعنى وعظيمة أهمية التدبر وهي أن الله تعالى نفى عن الكافرين عبادتهم لله وهذا لأنهم زعموا أنهم يعبدون الله وانتسبوا الى ذلك العبادة هي التوحيد : ولمّا كثر الجهل مع الجرأة والتصدر والتعالم وطلب الجاهل من الناس اتباعه؛ كان لا بد من البيان.. فقد كثر من ينتقد أهل الحق ويعترض مأخذ السلف ويعترض على المدارس العلمية التي تحمله، ويجمع بين عدم فهم آيات الله تعالى، وبين الاعتداء على الحق وأهله. والكثير من الخطأ يأتي من عدم فهْم قاعدة عظيمة في التفسير وهي الفرق بين التفسير بالمطابقة والتفسير باللزوم؛ فلا بد من معرفة المعنى المطابق للآية وهو المعنى الذي أُنزلت فيه والمقصود منها أصالة، والمعنى اللازم لها، بحسب علم الناظر في كتاب الله تعالى. وذلك أن العبادة في كتاب الله تعالى المقصود بها عند أمر الله تعالى الناس بها هي التوحيد، ليس الإمتثال فقط بل قبْل الإمتثال: الإفراد والإخلاص.. فلو امتثل العبد بعض أوامر الله؛ ولكنه يؤدي اليه والى غيره، لم يكن ما أداه لله تعالى مقبولا، بل كان حابطا، وفيهم نزل قوله تعالى {لا يقدرون مما كسبوا على شيء} {وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} )، وغيرها، وهي الأعمال التي قصدوا بها القربات لكنهم لما عملوها وهم مشركون لم تنفعهم. ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما (كل عبادة في القرآن فهي توحيد). ومن هنا قال علماء نجد رحمهم الله وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، أن العبادة مع الشرك كـ (لا عبادة)، فكأنها لم تقع، فمن عبد الله وهو مشرك فإنه لم يعبده. والمسألة ليست خلافية أو اجتهادية بل هي محل إجماع وإن جهلته الخلوف المتأخرة.. فالله تعالى أنزل سورتي الإخلاص، سورة الصمد وسورة الكافرون، وبهما كان يقرأ رسول الله في ركعتي الفجر (سنته) وركعتي المغرب (سنته البعدية) وركعتي الطواف في حجر ابراهيم. والمقصود بسورة الصمد إفراد الله تعالى في العلم والصفات والاعتقاد، والمقصود بسورة الكافرون إفراد الله تعالى بالتوجه والعبادة: {لا أعبد ما تعبدون} ثم نفي عنهم أنهم يعبدون الله {ولا أنتم عابدون ما أعبد} ، وكررهما للتوكيد القاطع، وهذه نقطة عظيمة المعنى وعظيمة أهمية التدبر وهي أن الله تعالى نفى عن الكافرين عبادتهم لله وهذا لأنهم زعموا أنهم يعبدون الله وانتسبوا الى ذلك، وذلك أن الله كان ضِمن معبوداتهم لكنهم رفضوا قصر العبادة علىه وحده ولهذا قالوا {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لَشيء عُجاب} .. وفصّل تعالى في شأنهم كثيرا في سورة الأنعام (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا؛ فقالوا {هذا لله بزعمهم ـ وهذا لشركائنا} فهذا نص في أنهم جعلوا لله نصيبا من أداء العبادة، ولكن جعلوا لغيره تعالى نصيبا؛ فلم يجعلهم تعالى عابدين له؛ بل جعلهم مشركين كفارا.. ولهذا قال {بزعمهم} . ولذا عندما يأمر تعالى الناس بعبادته فإنه يأمرهم بإفراده بها، وذلك بإفراده بالتوجه اليه بحقوقه الخالصة من التعظيم (النسك) والطاعة (قبول التشريع) والمحبة، ويعمها اسم العبادة.. ثم يأتي الامتثال والعمل بتنفيذ الأوامر لازما لهذا المعنى.. المخالفة في الأولى مخالفة للإخلاص فهو الشرك، والمخالفة في المعنى الثاني اللازم هو تقصير ومعصية. المعنى الأول هو أصل الدين وأصل الإيمان والإسلام، والمعنى الثاني هو الإيمان الواجب المستلزم لمدح صاحبه ولو استوفاه كان من أصحاب الجنة بلا سابقة عذاب.. فمن نفى المعنى الأول وأثبت الثاني فهو الجهل بدين الله، أو اللؤم المقصود به نفي توحيد العبادة وفتح المجال لعبادة غيره تعالى، ولقبول الشرائع من غيره واستقرار العلمانية ورد أمر الله عليه وتبديل أحكامه سبحانه.. والله العاصم التصنيف: قضايا إسلامية معاصرة تاريخ النشر: 18 رجب 1438 (15‏/4‏/2017)
الرسول هو الأسوة للمؤمنين محمد لطفي الصباغ إنَّ سيرة النبي العظيم صلَّى الله عليه وسلَّم كانت على مرِّ العصور عند جماهير المسلمين منارةً مُضيئةً تدلُّهم على طريق الحق، وتأخذ بأيديهم إلى المستوى الكريم الذي يبلغه إنسان. إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنفَسُ ما عَرفتِ الإنسانيَّة من زعماء، وأكرمُ ما ظهر منها من رجالٍ عُظماء، إنه سيِّد المرسلين، وأشرف النبيِّين، وخيرُ الهُداة والمرشدين، وأعظمُ الدعاة والمصلحين، وهو الأُسوة الحسنة للمؤمنين بالله واليوم الآخر. قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21]. والآيات في ذلك كثيرةٌ مشهورةٌ؛ فمن ذلك: قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:31-32]، وقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهََ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء:80]، وقوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور:54]، وقوله تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 566]. ولا بُدَّ لِمَن يريد التأسِّيَ واتِّباعَ الرسول وطاعتَه، لا بُدَّ له من أن يَعرِف تلك السيرةَ العَطِرة التي تناقلتْها الأجيالُ معجبةً بحياة صاحبها صلَّى الله عليه وسلَّم وأن يُلِمَّ بجوانبِ هذه السيرةِ المُطهَّرة، التي جمعتْ أقوالَه وأفعالَه وتقريراتِه. إنَّ سيرة النبي العظيم صلَّى الله عليه وسلَّم كانت على مرِّ العصور عند جماهير المسلمين منارةً مُضيئةً تدلُّهم على طريق الحق، وتأخذ بأيديهم إلى المستوى الكريم الذي يبلغه إنسان. وممَّا يحِقُّ لنا أن نفخر به: أنَّ هذه السِّيرة قد دُوِّنَت كاملةً، ووصلت إلينا شاملةً لم تدَعْ جانبًا من جوانب حياته صلَّى الله عليه وسلَّم دون أن تسجِّلها، حتى إني لأحسبُ أن تاريخ العُظماء في الدنيا لم يعرف رجلاً عظيمًا نقل أصحابُه أخبارَ حياته في كلِّ جوانبها بدقَّة وأمانة، كما نقل أصحابُ محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وزوجاتُه رضي الله عنهنَّ تلك الأخبارَ الكريمة، نقلوها فدوَّنها العلماءُ في كتب السُّنة والسيرة، وأذاعوها بين الناس. ولقد سجَّل كِتابُ الله العظيم جوانبَ متعدِّدةً من حياة هذا الرسول العظيم، تتَّصل بدعوته قومَه، وبجهاده وغزواته، وبعلاقته بأهله مِن أولاد وأعمام وزوجات، وبِصِلَته بأصحابه، سجَّل ذلك كلَّه كتابُ الله، فكان قرآنًا يُتلَى ويُحفَظ، ويُقرأ ويُتأمَّل، وسجَّلتْه كذلك كتبُ السُّنة والسيرة - كما ذكرنا - بدقة واستقصاء وشمول. إن التأسِّي بالرسول واتِّباعه وطاعته أمرٌ واجب، يجب على المسلم أن يقوم به؛ لِمَا مرَّ بنا من الآيات التي ذكرناها في مطلع هذه الكلمة، وإنَّه لشرفٌ عظيمٌ لهذه الأمَّة المسلمة أن يكون سيِّدُ الخلق وأكمل البشر صلَّى الله عليه وسلَّم قدوتَها وإمامَها. إننا نستطيع أن نُحقِّق لأنفسنا أمنيَّةً يعِزُّ وجودُها، وهي: أن نُتيحَ لأنفسنا أن ترى الاستقامة والسموَّ والإباء، والحق والقوة، والورع والعدالة، والعقل والحكمة، والخلق الحسن والتواضع، والزهد والإيثار، والشجاعة والبلاغة والبيان، والصبر والإحسان، أن ترى ذلك كلَّه مثلاً أعلى تسعى نحوَه، وتتأسَّى به. وماذا يقول المادحون والواصفون في عظمة هذا النبي العظيم، بعد أن أثنى عليه اللهُ ربُّ العالمين في قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]؟! ولله درُّ القائل: أَيَرُومُ مَخْلُوقٌ ثَنَاءَكَ بَعْدَ مَا *** أَثْنَى عَلَيْكَ الوَاحَدُ الخَلاَّقُ وقد أحسن شوقي في تعداد بعض خِصاله الكريمة، وشمائله المباركة، حين قال: زَانَتْكَ فِي الخُلُقِ العَظِيمِ شَمَائِلٌ *** يُغَرَى بِهِنَّ وَيُولَعُ الكُرُمَاءُ وَالحُسْنُ مِنْ كَرَمِ الوُجُوهِ وَخَيْرُهُ *** مَا أُوتِيَ القُوَّادُ وَالزُّعَمَاءُ فَإِذَا سَخَوْتَ بَلَغْتَ بِالجُودِ المَدَى *** وَفَعَلْتَ مَا لاَ تَفْعَلُ الأَنْوَاءُ وَإِذَا عَفَوْتَ فَقَادِرًا وَمُقَدَّرًا *** لاَ يَسْتَهِينُ بِعَفْوِكَ الجُهَلاَءُ وَإِذَا رَحِمْتَ فَأَنْتَ أُمٌّ أَوْ أَبٌ *** هَذَانِ فِي الدُّنْيَا هُمَا الرُّحَمَاءُ وَإِذَا غَضِبْتَ فَإِنَّمَا هِيَ غَضْبَةٌ *** فِي الحَقِّ لاَ ضِغْنٌ وَلاَ بَغْضَاءُ وَإِذَا رَضِيتَ فَذَاكَ فِي مَرْضَاتِهِ *** وَرِضَا الكَثِيرِ تَحَلُّمٌ وَرِيَاءُ وَإِذَا خَطَبْتَ فَلِلمَنَابِرِ هِزَّةٌ تَعْرُو *** النَّدِيَّ، وَلِلقُلُوبِ بُكَاءُ وَإِذَا قَضَيْتَ فَلاَ ارْتِيَابَ كَأَنَّمَا *** جَاءَ الخُصُومَ مِنَ السَّمَاءِ قَضَاءُ وَإِذَا حَمَيْتَ المَاءَ لَمْ يُورَدْ وَلَوْ *** أَنَّ القَيَاصِرَ وَالمُلُوكَ ظِمَاءُ وَإِذَا مَلَكْتَ النَّفْسَ قُمْتَ بِبِرِّهَا *** وَلَوَ انَّ مَا مَلَكَتْ يَدَاكَ الشَّاءُ وَإِذَا بَنَيْتَ فَخَيْرُ زَوْجٍ عِشْرَةً *** وَإِذَا ابْتَنَيْتَ فَدُونَكَ الآبَاء وَإِذَا صَحِبْتَ رَأَى الوَفَاءَ مُجَسَّمًا *** فِي بُرْدِكَ الأَصْحَابُ وَالخُلَطَاءُ وَإِذَا أَخَذْتَ العَهْدَ أَوْ أَعْطَيْتَهُ *** فَجَمِيعُ عَهْدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفَاءُ يَا أَيُّهَا الأُمِّيُّ حَسْبُكَ رُتْبَةً *** فِي العِلْمِ أَنْ دَانَتْ بِكَ العُلَمَاءُ الذِّكْرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبْرَى الَّتِي *** فِيهَا لِبَاغِي المُعْجِزَاتِ غَنَاءُ (الشوقيات: [1/24، 25]) بنى بأهله: زُفَّ إليهم، وابتنى: صار له بنون وقال ابنُ حزمٍ: "مَن أراد خيرَ الآخرة، وحكمةَ الدنيا، وعدلَ السِّيرة، والاحتواءَ على المحاسن كلِّها، واستحقاقَ الفضائل بأسْرِها فليقتدِ بمحمَّدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وليعتمد أخلاقه وسيره ما أمكنه" (مُداواة النفوسس وتهذيب الأخلاق، لابن حزمٍ: [ص:13]) . وإن هذا التأسِّيَ والاقتداءَ لسبيلٌ ميسورة تنتهي بسالكها إلى السعادة في الدنيا، والنجاة والجنَّة يوم القيامة. ومعرفة هذه السبيل - كما سبق أن ذكرنا - في كتاب الله، وفي كتب السُّنة والسيرة، ومِن واجب أهل العلم أن يُفكِّروا في أسلوب عرض أحداث السيرة بطريقةٍ مشوقةٍ مُحبَّبة، تغري السامعَ والقارئ بالاقتداء برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فما أكثرَ ما يقلِّد المُعجَبون بالأبطالِ أولئك الأبطالَ! لقد بقيت هذه السيرةُ المُطهَّرة طَوالَ القرون الماضية حيَّةً في أذهان كثيرٍ من الناس، حيَّة في ضمائرهم، يقُصُّها الوُعَّاظُ والمُدرِّسُون في المساجد والمجتمعات، ويحكيها الآباء والأمَّهات لأولادهم من بنين وبنات، وقد نَظَمَها عددٌ من الشُّعراء في قصائدَ وأراجيز، وكتبها الكُتَّاب المُعاصرون في روايات، وما زال نشرها يحتاج إلى مزيدٍ من الإبداع والإجادة. ولعلماء الحديث موقفٌ خاصٌّ من السيرة، فحرصًا منهم على أن يتناقلَ الناسُ أخبارَ السيرة النبوية؛ ليكون أثرها في حياة الناس جلِيًّا؛ تساهلوا في أخبار المغازي، فلم يتشدَّدوا فيها تشدُّدَهم في أحاديث الأحكام، ولهذا الموقف آثارٌ إيجابيةٌ، وآثارٌ سلبيةٌ. ومن هنا كانت هناك أخبارٌ في السِّيرة لا تصحُّ في ميدان النقد الحديثي البحت. ومن الأمثلة المشهورة الدالة على انقياد الصحابة، والمسارعة لتنفيذ أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال بعد مُنصرَفِه من غزوةِ الأحزاب مُخاطبًا الصحابةَ، حاضًّا إيَّاهم على المُسارعة: «لا يُصلِّينَّ أحدٌ منكم العصرَ إلاَّ في بني قُريظة»، وقد أدرك بعضهم صلاة العصر في الطريق، فصلَّوها حاملين قولَ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم على قصْد المسارعة، ولم يُصلِّها الآخرون إلاَّ في بني قُرَيْظة، فصلَّوها بعد مُضِيِّ وقتها، حاملين الأمر على حقيقته، فذُكِر ذلك للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم فلم يُعنِّف واحدًا منهم. (رواه البخاري [4119]، ومسلم [177]، وانظر: سيرة ابن هشام: [3/244- 246] ، وزاد المعاد: [3/129]، ونور اليقين: [166- 167]). ومن الأمثلة الدالة على اقتداء الصحابة رضوان الله عليهم بعمل الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وقولِه، ما يأتي: أخرج مالك، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي، عن سعيد بن يسار قال: كنتُ مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق مكَّة، فلمَّا خشيتُ الصبح نزلتُ فأوترتُ، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: "أليس لك في رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أسوة حسنة؟!"، قلتُ: "بلى، قال: فإنَّه كان يُوتِر على البعير". (الدر المنثور:[5/189]). التصنيف: الزهد والرقائق المصدر: موقع الألوكة تاريخ النشر: أمس (16‏/4‏/2017) الرسول

vendredi 7 avril 2017

How to Get More Likes on Facebook Fan Page Free?

How to Get More Likes on Facebook Fan Page Free?

TOPICS:How To Get Likes On Fb Fan PageHow To Get More Facebook FollowersHow To Get More Fans On Facebook Business PageHow To Get More Likes On Your Facebook Fan Page Best way to get a Viral Facebook Community? POSTED BY: HARSHALI MALHOTRA OCTOBER 27, 2015 Facebook5TwitterGoogle+RedditLinkedIn0DeliciousStumbleUponPinterest0TumblrPartager Facebook is the most popular social media site in the world now. It has billions of users and is growing every day. Looking at this huge amount of traffic people love to get traffic from Facebook to their website or blog. SEO companies are investing money to get traffic from Facebook so you can get traffic from Facebook as well. Famous brands and businesses make their pages on Facebook to promote their brands. How to Get More Likes on Facebook Fan Page Free In this post we are going to share with you that how can you get unlimited Facebook likes in a week for your fan page. It has to be carefully done without getting banned by Facebook. I assure you that you will get huge amount of Facebook likes when you follow these steps. Facebook Viral Community A Facebook viral community is what can make your Facebook likes grow rapidly. Just you have to get to the right community at the right time to get the benefit. Famous blogs like Viral Nova, Elite Daily or Upworthy follow the same kind of strategy to get viral community. They post fresh contents and get users engaged. Fresh contents are what liked by every big site like Facebook. You have to post new and fresh contents to get the Facebook viral community to like your page. Post fresh photos, post, links, jokes or videos to get users attentions. Post new videos without getting banned by Facebook, we are going to tell you how. Best way to get a Viral Facebook Community? People like to see and watch new stuff every time they want to go to a website. You have to post fresh and new contents to your page so your page would be like. How can you post fresh contents every time? You have to put new and fresh contents you have to follow some simple steps that make your contents go viral in split of a time. Best way to get a Viral Facebook Community? The Geo or Geographic location plays a very vital role as well. You can get targeted traffic easily from the Asian countries but it is hard to get targeted users from US or from European countries. You have to work hard to attract these countries to like and share your contents. Try to make contents that attract both the foreigners and people from your region as well. You can follow the big pages that have more likes and they post new and fresh contents. Try to post in those hours in which they usually post. The time when they post more will help your contents to go viral with theirs. Attractive Post Titles on Facebook Try to use words that surprise the reader to get more users. The words like OMG! WTF! Or Wow! Awesome! Amazing! ROFL! Lmao! Or Lol etc. will help you make attractive titles. These words can bring users with proper use. Your title should more attractive than your contents as it is shown to the users to click. If a users likes the title it will click and see and might share it as well. You can use simleys etc. to make your title more attractive. What is Mostly Liked on Facebook? It is a good question to ask that what is most important content to post on Facebook to get more likes or followers? I think videos can play a big role to get more followers and likes in Facebook. Though pictures are very useful as well but you should concentrate more on videos to get users attention. Posting a video can cause a ban to your uploading video option but there is a trick to follow to avoid such a situation. Avoid Facebook Copyright Warnings My friend has a channel on YouTube and he uploads videos from YouTube to YouTube without any warning of copyright because he uploads videos that are not copyright content on YouTube. I would give you some suggestion to you to avoid the copyright issues in Facebook. They are not the policies from Facebook it is just my personal experience. Facebook Copyright Warnings Download videos from the Public forums for your Facebook page. Change the downloaded video name and then upload it to Facebook. It is very important to change the title and description of your uploaded video. Try not to use any relevant hash tags in your video descriptions. Try not to upload any bad video like based on hatred, porn video, drugs videos etc. Copyright issues and Solutions Follow the above discussed steps to upload more videos but be careful that Facebook does not allow much authority to post continuous videos on your Facebook pages. You might get this kind of message but don’t be worried give them reply that you have right to post this video on Facebook etc and try not to do anything silly to get this message again. Facebook gives 3 chances of this copyright infringement. After these 3 notifications your account goes on risk so make sure that you don’t get this 3 times if not less. Otherwise you account will be banned. Best Contents to Share on Facebook Try to get a best video to share your page. There are many resources online available like YouTube, dailymotion, wimp.com or break.com etc. Find what you thing people would love to see and share with others. Don’t even think about to upload a video to YouTube fan page that is downloaded from YouTube. Facebook takes serious notice of this. Media a news materials are mostly copyrighted contents so be careful to share your contents. Don’t share big sites data like CNN etc. otherwise it will harm your account. Share your Fanepage Posts with friends on Facebook Share new and fresh contents like breaking news etc. on your Facebook page. Share your Facebook page contents on your profile and no friend’s timelines tag friends in your videos and pictures. Don’t try to tag strangers it may end up disliking your page. Don’t let the source of the video go with video that gives a clue to Facebook that this video is not yours. It may cause you some problems. Best time to Post on Facebook Best time to Post on Facebook Make use of the best time to post on Facebook. Usaually it starts around 5PST in the evenings. The best days for getting more likes and shares are Monday, Wednesday, Thursday and Fridays. Check the engagements on your page with Facebook insight tool. It would be very helpful to you to schedule your posts properly. Benefits of having viral Facebook Fanpage The best part of Facebook SEO is that you don’t have less fear of getting banned for your contents. The Google Hummingbird, Google Panda and Penguin are the tool Google use to give penalties to poor contents that is not the case with Facebook. So when people like your contents they will be share it with their friends. It is possible to get Google page rank for your Facebook page. Getting a page rank around 4 or 5 is really a very good for your contents to go viral. Your contents will get SERP positions and more searches as well. Try to use tactics that make your users to engage and share your contents and tell us how you have found this article. For more please keep on visiting us and see more Search engine optimization tutorials on HowToCode.pk.